dimanche 9 décembre 2012

التيار الإسلامي في الجزائر...لم يتراجع


هذا المقال هومناقشة لما جاء في مقالأسباب تراجع التيار الإسلامي في الجزائر 


    أولا، وكدخول مباشر في صلب الموضوع، لا توجد في الجزائر معارضة حقيقية –وبالأخص معارضة إسلامية- والدليل على ذلك أن السلطات الرسمية تمنع كل حزب تشتم فيه رائحة "الفيس" الحزب المعارض الوحيد الذي اكتسح نتائج الانتخابات من المشاركة في الحياة السياسية، فالقول إذن بأن المشروع الإسلامي قد تراجعت شعبيته غير منطقي باعتبار أنه لم يسمح له أصلا بالدخول في المعترك السياسي ، وكاستدراك فالانتخابات في الجزائر سواء التي جرت في 29 نوفمبر أو تلك التي سبقتها لا تمت للحرية بصلة، والدليل البسيط على ذلك الصور التي نشرها نشطاء عبر العديد من الصناديق الانتخابية، والتي أظهرت العبثية التي تعرفها هذه المكاتب.
       وعلينا أن نوضح بأن المعارضة الإسلامية الحالية في الجزائر (المتكونة من حمس والنهضة) لم تكن لها أي أصوات عند الشعب عندما كانت المعارضة الإسلامية بيد "الفيس" الذي يعتبر الحزب الوحيد الذي لاقى نشطاؤه –وأغلبهم ذوي كفاءات عالية- الثقة الشعبية بالرغم من أن باقي الأحزاب الإسلامية الآنفة الذكر رفعت الشعارات ذاتها. ولذلك أرى أن هذه الأحزاب الإسلامية التي بقت (تلعب دور أرنب السباق دون أن تشعر) أخطأت في:

1-  أعطت الشرعية لجناح في الدولة ليفعل بالشعب ما يشاء، وكانت إلى جانبه في مخطط الزج بالجزائر في أتون معركة غير متكافئة بين شعب يحلم بالتغيير وجناح له إرادة البقاء بالسيف والنّار.
2-  أنها رضيت بالدور الثانوي بعد أحزاب أنشئت من "العدم" لتحتل مناصب سامية في الدولة مستغلة غباء هذه أحزاب الإسلامية التي تكرر التنديد بالسلطة الغاصبة مع كل "محفل" انتخابي نتائجه لا تخفى على أحد (إلى الحد الذي جعل الجزائريين ينكتون على طريقة التزوير الدورية".
3-  أنها أمست كالسلطة: لا ترغب في التغيير وتعتقد أن الحراك الذي تشهده الأمة العربية هو من تدبير أيادي أجنبية (فهل أن فوز التيار الإسلامي في التسعينات كان أيضا من تدبير أيادي خارجية؟)، وأصبح الربيع العربي "بعبعا" لا يخيف النظام الحالي بل كل الأحزاب (إذ أليس من الغريب أن تشترك كل الأحزاب التي تمارس "السياسة على الطريقة الجزائرية" بما فيها اليسارية والوطنية وتلك التي تدعي الإسلام في استنكارهم للربيع العربي، ومحاربته عبر وسائل الإعلام والصحافة؟؟؟)

أما القول أن الأحزاب التي يطلق عليها " الإسلام السياسي" لاتصلح إلا في المعارضة، فهذه أكبر مغالطة والدليل على ذلك أنه لم يتح لهذه الأحزاب أن تمارس الحكم أصلا–ومثال الجزائر هو الأوقع والبيّن- ومن جهة أخرى لدينا مثالين في تركيا وماليزيا بل وحتى في إيران! كل هذه الدول حكمها إسلاميون، والظاهرة المشتركة في حكمهم (بالرغم من اختلاف المذهب والمدارس السياسية) أنهم وفروا لبلدانهم تنمية لم تكن شعوبهم تحلم بها في ذروة أحلام اليقظة وتحت سلطاتهم العلمانية!
       وعودة إلى ما يوصف الخطابات الراديكالية التي اتّهم الإسلاميون بها وهي شماعة عادة ما يستعملها "ما يعرف بالقوميين"، هنا يجدر بنا أن نطرح السؤال: كم من الزمن أتيح لهؤلاء الإسلاميين أن يقولوا كلمتهم – ولنقل جدلا أنها خطابات راديكاليي- سنة... سنتان... عشر؟؟؟ أقصى ما أتيح لهم وبالأخص في الجزائر أقل من سنة لا أكثر. أما القومجيون – وقد حكموا أجيالا وأجيال- والذين يرفعون شعارات الوطنية الزائفة: كم أتيح لهم من زمن ليقولوا خطابات أقل ما يقال عنها أنها جوفاء من كل محتوى (لكي لا ننعتها بالراديكالية القومجية!)...لا يحتاج الأمر إلى جواب.
  وفي الأخير، ولكي لا نتهم بأننا نحرّض، كل المختصين في الأمور الجيوسياسية يجمعون ويجزمون أن الربيع العربي هو حتمية الشعوب العربية، لأن هذه الأمة تحمل كل المقومات المشتركة التي يجعل منها تؤثر وتتأثر.


1 commentaire:

  1. صدقت ووفيت لم نرى من العلمانين الا التنظير وجعل كل ماله صلة بالاسلام الا وحاربوه ونحن نرى ونسمع لم يتجرا اي مسيحي او يهودي على عدائه للاسلام كما فعل العلمانيون بنو جلدتنا

    RépondreSupprimer